الروابط القصيرة أداة لا غنى عنها لضغط الروابط الطويلة وجعلها أكثر قابلية للمشاركة، ومع ذلك ينبغي أن نكون حذرين، قد لا يدرك الكثيرون أن استخدام الروابط القصيرة يمكن أن يؤدي إلى تعقب نشاطهم عبر الإنترنت، فعلى الرغم من أن الروابط القصيرة تبدو غير مشبوهة وتعطي إمكانية لتخفي روابط الويب الطويلة، إلا أنها في الواقع تعمل كجسور تتيح تتبع الأشخاص ومعرفة عادات تصفحهم.

عند النقر على الرابط القصير، تنتقل إلى الوجهة المقصودة، وهي الرابط الذي حدده المستخدم الذي أنشأ الرابط القصير، ولكن قبل الانتقال إلى الوجهة المقصودة (عنوان الويب) يأخذ المسار الفعلي منعطفًا سريعًا عبر خدمة تقصير عناوين URL. لكن لماذا روابط الويب تكون طويلة؟ يرجع ذلك عادةً إلى أن الروابط تتضمن قوم متتبعات مشفرة، والتي تُستخدم عادةً لتحديد المكان الذي نقر منه المستخدم على الرابط، وبالتالي تساعد على تقييم فعالية الحملات الإعلانية.

الأمر الذي يمثل خرقًا لخصوصية المستخدمين هو أن أدوات تقصير عناوين URL لا ينحسر دورها على إعادة توجيه المستخدمين إلى عنوان الوجهة فقط. بل أيضًا جمع إحصائيات حول المستخدم مثل عنوان IP ونظام التشغيل ونوع المتصفح وغيرها، وهي معلومات يتشاركها صناع الأداة مع المعلنين مثالًا وفي بعض الحالات مع الشخص الذي أنشأ الرابط القصير، وهذا يحدث دون موافقة صريحة وواضحة من المستخدم قبل جمع هذه البيانات عنه.

إلى جانب خرق خصوصيتك، يمكن أن تُهدد الروابط القصيرة أمان أجهزتك وبياناتك، فأنت لا تعرف أبدًا إلى أين سيتم نقلك بعد النقر على الرابط القصير، إذ يستخدم القراصنة الروابط القصيرة في هجمات التصيد الاحتيالي وغيرها، بغرض استغلال ثغرات أمنية في المتصفحات وأنظمة التشغيل لاختراقها، أو في حالات أخرى لتحويل المستخدم إلى صفحات مزيفة تشبه facebook على سبيل المثال بغرض الحصول على بيانات تسجيل الدخول الخاصة بالمستخدم.

وهناك مقدمي خدمات اختصار روابط لا يتحلون بالنزاهة، حيث يتم من خلالهم مراقبة تصرفات المستخدم الذي ضغط على الرابط عبر إنشاء عقدة اتصال بينه وبين الموقع الفعلي بغرض الحصول على أي معلومات تخصه مثل بيانات الاعتماد وغيرها.

كيف نتفادى خطر الروابط القصيرة؟

نوصي قبل الضغط على الرابط القصير، بالكشف عن وجهته عبر خدمات مثل unshorten.it والتي تنوب عنك بالكشف عن الوجهة الحقيقية للرابط القصيرة. وإذا كانت الوجهة الحقيقية تبدو مريبة (الرابط الذي تم اختصاره)، يمكن الكشف عن ما إذا كانت تحتوي على برمجيات خبيثة، وذلك عبر خدمة الكشف على الروابط virustotal.com وقبل إدخال أي معلومات في الموقع الإلكتروني، ينبغي التأكد أولًا من موثوقيته قبل تقديم أي بيانات شخصية تهدد سلامتك الرقمية. إذا وقعت في أيادٍ غير أمينة.